وائل سعيد عباس غنيم (
مواليد 23 ديسمبر 1980،
القاهرة) هو ناشط مصري عبر الإنترنت ومهندس حاسوب يشغل منصب
المدير الإقليمي في شركة
غوغل لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. يعتقد كثيرون أنه أبرز مفجري
ثورة 25 يناير التي اندلعت بمصر في 25 من يناير/كانون الثاني عام 2011م المطالبة بإسقاط نظام
الرئيس محمد حسني مبارك. أطلِق عليه لقب "قائد ثورة الشباب" لدوره الكبير في اندلاعها. ولكنه سمى نفسه -في تصريح صحفي- "مناضل كيبورد"، في تواضع أمام من قدموا أرواحهم في هذه الثورة، وأولئك الذين يصلون الليل بالنهار في ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة حتى لا تخبو جذوة الثورة. اعتقلته السلطات المصرية بعد يومين من اندلاع الثورة، وحشرته في مبنى مباحث أمن الدولة مغمض العينين لمدة 12 يوما، لكنه قال بعد الإفراج عنه يوم 7 فبراير/شباط "أنا لست بطلا، أنا كنت وراء حاسوبي فقط، أنا مناضل الكيبورد، الأبطال هم الذين نزلوا واستشهدوا في شوارع مصر".
حياته المهنية
ولد وائل غنيم في القاهرة عام 1980 م وحصل على
شهادة البكالوريوس في هندسة الحاسبات من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2004 م, كما حصل على
شهادة الماجستير في إدارة الأعمال بامتياز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2007 م.
عمل في الفترة بين عامي 2002 و 2005 م في شركة جواب (
Gawab.com) لخدمات البريد الإلكتروني, والتي وصل عدد مشتركيها لأكثر من خمسة ملايين مشترك في أرجاء الوطن العربي.
ثم قام في الفترة من 2005 إلى 2008 م بتكوين وإدارة الفريق الذي قام بإنشاء بوابة معلومات مباشر (Mubasher.info) وهي أكبر بوابة معلوماتية باللغة العربية متخصصة في مجال أسواق المال .
يشغل منصب المدير الإقليمي في شركة
غوغل لتسويق منتجاتها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا, ومشرفا على تعريب وتطوير منتجات الشركة، كما أن له جهودا ومشاركات في مشروعات عديدة متنوعة تهدف إلى دعم المحتوى العربي على الإنترنت.
وفي عام 2010 م قام بتأسيس صفحة (
كلنا خالد سعيد) في موقع
الفيسبوك تضامناً مع الشاب المصري خالد سعيد الذي تعرّض للتعذيب حتى الموت على أيدي رجال الشرطة في الإسكندرية, ودعا من خلال تلك الصفحة إلى مظاهرات الغضب في 25/1/2011 م.
مساهمته في اندلاع ثورة 25 يناير واعتقاله
قام وائل غنيم في يونيو/حزيران 2010 م بتأسيس صفحة أو مجموعة "
كلنا خالد سعيد" في الموقع الاجتماعي فيسبوك على شبكة الإنترنت, تضامناً مع الشاب المصري خالد سعيد الذي تقول عائلته ومنظمات حقوقية أنه توفي بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي رجال شرطة بمدينة الإسكندرية في 6 يونيو عام 2010 م, مما أثار احتجاجات واسعة مثلت بدورها تمهيداً هاماً لاندلاع الثورة. كما دعا وائل غنيم من خلال الصفحة على موقع الفيسبوك إلى
مظاهرات يوم الغضب في 25 يناير عام 2011 م.
وانضم إلى هذه الصفحة مئات الآلاف من النشطاء، وكانت هذه المجموعة –التي لم يكشف عن أن مؤسسها وهو غنيم إلا في الأيام القليلة الأخيرة- من المجموعات الداعية إلى ثورة 25 يناير.
وكان يقوم بدور قيادي في الخفاء حتى إنه لما سافر إلى مصر من الإمارات العربية المتحدة حيث يعمل طلب من مسؤوليه إجازة لظروف عائلية، وحاول الأمن المصري لعدة شهور الوصول إليه وكشف هويته لكنه لم يفلح في ذلك.
وفي اليوم التالي لاندلاع الاحتجاجات تم اعتقاله أو اختطافه من قبل أشخاص يرتدون زياً مدنياً وساقوه خلف مجموعة من عساكر الأمن المركزي. ولم تعترف السلطات بأنها قامت باعتقاله رغم الجهود التي بذلتها أسرته إضافة إلى شركة
غوغل، ثم بدا أن النظام لم يقو على مقاومة الضغوط الشعبية الشبابية في هذا الشأن فخرج رئيس الوزراء الجديد أحمد شفيق ليعد بسرعة الإفراج عنه. وحتى يثبت مصداقية الحكومة في فتح باب الحريات و عدم القبض على من يعبر عن رأيه. وفعلاً تم الإفراج عنه يوم الاثنين
7 فبراير 2011 م بعد أن قضى 12 يوماً في السجن وهو معصوب العينين.
ولدى خروجه من السجن أدلى بتصريح قال فيه:
"أولاً أعزّي كل المصريين بالذين توفوا, وأنا أعتذر لهم وأقول لهم لم يكن أحد بيننا يكسّر. نحن كلنا كنا في مظاهرات سلمية وكان شعارنا (لا تكسّر). أريد أن أقول أيضاً أرجوكم لا تجعلوا مني بطلاً أنا مجرد شخص كان نائماً اثني عشر يوماً والأبطال الحقيقيون هم الموجودون في الشارع وأتمنى أن تلقوا الضوء عليهم. أنا الحمد لله بخير وإن شاء الله سنغيّر بلدنا, وكلنا بيد واحدة لتنظيف بلدنا".